لعُمان تاريخ بحري منذ القــدم تعود بدايته إلى ما قبل الألفية الرابعــة قبل الميلاد، إذ عرف العُمانيون الملاحةَ منذ أقدم عصور التاريخ وركبوا البحـــر وصنعوا السفـــن والمراكب وقاموا برحـــلات بحريـــة في المحيطين الهندي والهـــادي، وقد أطلـــق السومريــون على عُمان اســـم (مجــان). وازدهـــرت عُمـــان خـــلال فتــرة الدولة الآشورية والدولــة البابليـــة الثانيــة (الكلدانيون)، كما كان هناك تشابه كبير بين العُمانيين والفينيقين الذين عملوا جميعا في البحر وصناعة السفن.  وتشهد سجلات التاريخ بأن العمانيون نجحوا في بناء قوة بحرية لها حضورها في المحيط الهندي وشرق أفريقيا على مدى القرون الماضية، ولعل الدور البارز الذي قام به السيد سعيد بن سلطان خلال القرن التاسع، عندما أسس أكبر أسطول بحري لم تشهد له عُمان مثيلاً من قبل كان خير شاهد على ذلك حيث أرسلت بعض سفنه في مهام دبلوماسية وتجارية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، فأبحرت السفينة (سلطانة) إلى نيويورك في ٣٠ أبريل ١٨٤٠م وعلى متنها أحمد بن النعمان أول مبعوث عربي يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما توجه الشيخ/ علي بن ناصر حاكم ممباسا (آنذاك) على ظهر السفينة (سلطانة) إلى لندن في عام ١٨٤٢م كسفير لدى بريطانيا في عهد الملكة فكتوريا. واليوم وبفضل الرعاية والاهتمام من لدن قائد البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- أصبح لعُمان أسطول بحري حديث له حضوره الفعال في مختلف المحافل على المستوى المحلي والدولي، وهو أسطول قادر للوفاء بالمتطلبات العملية والدبلوماسية والمحافظة على التاريخ والأمجاد البحرية.